• الرئيسية
• الجامعات والمدارس

في المشهد الأكاديمي المصري، قلّما نجد شخصية تجمع بين العمق العلمي والوعي بالتراث والحضور الثقافي المتنامي مثل الدكتور العشماوي عبدالكريم أحمد الهواري؛ الأستاذ واستشاري ترميم وصيانة المباني والمنشآت الأثرية والتراثية، ورئيس قسم ترميم وصيانة الآثار بكلية الآثار – جامعة جنوب الوادي، وعضو لجنة المباني التاريخية ذات الطابع الخاص، وأحد أبرز المرشحين لمنصب عميد كلية الآثار بقنا.

على امتداد أكثر من عقدين، استطاع الدكتور العشماوي أن يصنع لنفسه مكانة مميزة في ميدان الترميم والحفاظ على التراث، وأن يقدّم نموذجًا للعالم الباحث الذي يدرك قيمة التاريخ ويرى في الآثار هوية حضارية يجب صونها.

خلفية علمية ومسيرة مهنية ممتدة

تخرّج الدكتور العشماوي في كلية الآثار، وتخصص في ترميم وصيانة الأحجار والمباني والمنشآت الأثرية، قبل أن يحصل على الدكتوراه من جامعة القاهرة عام 2012، ويتدرج في المناصب الأكاديمية حتى أصبح رئيسًا لقسم ترميم الآثار بكلية الآثار – جامعة جنوب الوادي.

وخلال مسيرته الأكاديمية، أشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه، وشارك في مؤتمرات محلية ودولية مرموقة، وساهم في مشروعات ترميم وصيانة مواقع تاريخية ذات قيمة فريدة، معتمدًا أحدث التقنيات العلمية التي تحقق التوازن بين الحفاظ والديمومة.

ولم يكن عمله الأكاديمي بعيدًا عن التطبيق؛ فقد اكتسب خبرة ميدانية واسعة في تقييم حالة المباني التراثية ووضع خطط علاج للهياكل المعمارية المتدهورة، كما اختير عضوًا في لجان رسمية متخصصة، وعلى رأسها لجنة المباني التاريخية ذات الطابع الخاص.

مكانة علمية معترف بها وتقدير رسمي

يُعدّ الدكتور العشماوي من الأسماء البارزة في قوائم المحكّمين لفحص الإنتاج العلمي لشغل وظائف الأساتذة والأساتذة المساعدين على مستوى الجامعات المصرية، وهو اعتراف رسمي بخبرته الأكاديمية وبصمته البحثية المتميزة في مجال الترميم.

كما جاءت القوائم الرسمية لتؤكد تقدّمه بين نخبة من المتخصصين في لجنة ترميم الآثار – الدورة الخامسة عشرة (2025–2028)، ما يعكس ثقلًا علميًا وخبرة راسخة تشهد بها المؤسسات العلمية العليا.

كاتب وروائي… وجه آخر لشخصية متعددة الأبعاد

بعيدًا عن المعامل والمختبرات العلمية، يمتلك الدكتور العشماوي حضورًا أدبيًا مميزًا. فقد نشرت عنه عدة مجلات ثقافية واحتفت بإبداعاته القصصية والروائية، ومنها مجلة هارموني الثقافية التي قدمته تحت عنوان: "قصة أديب عجيب".

يمتلك العشماوي قلمًا يجمع بين البيئة الصعيدية الأصيلة والعمق الإنساني والفلسفة الوجودية الهادئة. أعماله القصصية تناولت مفارقات الحياة، وتحولات النفس البشرية، وعلاقة الإنسان بمجتمعه وقيمه وإرثه. إنه نموذج للأكاديمي الذي لا ينعزل داخل جدران الجامعة، بل يصل إلى القرّاء، فيوقظ الأسئلة ويحرض الخيال ويرسخ قيم الإنسانية والجمال.

رؤية متقدمة لكلية الآثار وطموح يقوده إلى مقعد العمادة

يترشح الدكتور العشماوي لمنصب عميد كلية الآثار بجامعة جنوب الوادي، مستندًا إلى رؤية واضحة تقوم على:

• تطوير برامج الترميم وفق أحدث المعايير الدولية.
• تعزيز دور الكلية في خدمة المجتمع وصون التراث.
• دعم البحث العلمي التطبيقي وربطه بالمشروعات القومية.
• بناء شراكات أكاديمية دولية تفتح آفاقًا جديدة للطلاب والباحثين.
• تحويل الكلية إلى بيت خبرة حقيقي في الترميم والحفاظ المعماري.

وهي رؤية تنبع من خبرته الطويلة في الميدان وإدراكه بأن الحفاظ على التراث ليس مجرد تخصص، بل مسؤولية وطنية.

شخصية تصنع الفارق

الدكتور العشماوي عبدالكريم الهواري ليس فقط أكاديميًا مرموقًا ولا أديبًا مبدعًا؛ بل هو شخصية تجمع بين العقل العلمي والروح الإنسانية. يجمع بين خبرة المختبر ووعي المثقف ونقاء ابن الصعيد الذي يحمل تراث أجداده في قلبه، ويعمل على نقله للأجيال القادمة محفوظًا ومصانًا.

هو أحد الوجوه التي تستحق أن تُروى سيرتها، وأن تُحتذى مسيرتها، وأن تكون في الصفوف الأولى لقيادة مؤسساتنا الأكاديمية نحو مستقبل أكثر إشراقًا.